الأربعاء، 1 أبريل 2015

حكم عظيمة لماذا خلق الله الجن والإنس ...سبحانك




الله عز وجل خلق الثقلين الجن والإنس لحكمة عظيمة، وهي عبادته وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه؛ قال تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]؛ أي : يوحدون، وفي الآية بيان عظم شأن التوحيد؛ إذ كان الخلق كلهم لم يخلقوا إلا له.


وقال تعالى : ﴿ أَيَحْسَب الْإِنْسَان أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ لا يؤمر ولا ينهى، وقال في الآية الأخرى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبكُم}؛ أي : وحدوه فقد أمرهم بما خلقوا له وأرسل الرسل بذلك.


وقد أخبر أنه سبحانه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم.



*****

أمر الله الناس بعبادته وحده لا شريك له، وترك ما سواه؛ قال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُل أُمةٍ رسولًا أَنِ اُعْبدوا اللهَ واجْتَنِبوا الطاغوتَ) [النحل : 36 ].


قال ابن القيم : الطاغوت : ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع.


فالمعبود كالأصنام، والمتبوع كالكهان والسحرة، والمطاع كالأمراء إذا أمروا بمعصية الله، وأخبر تعالى أنه بعث في كل طائفة وقرن وجيل من الناس رسولاً منذ حدث الشرك في قوم نوح إلى أن ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم يأمرهم : أَنِ اُعْبدوا اللهَ وَاجْتَنِبوا الطاغوتَ.


*****

معنى وحدوا الله؛ أي : وحدوا الله بالعبادة، واتركوا وفارقوا عبادة ما سواه، ولهذا خلقت الخليقة، وأرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، وفي قوله تعالى : اعبدوا اللهَ : الإثبات، وقوله : واجتنِبوا الطاغوتَ : النفي، وهذه طريقة القرآن يقرن النفي بالإثبات، فينفي ما سوى الله، ويثبت عبادة الله وحده، والنفي المحض ليس بتوحيد، وكذلك الإثبات بدون النفي، فلا يكون التوحيد إلا متضمنًا للنفي والإثبات، وهذا هو حقيقة التوحيد.


وفي الآية بيان عظم شأن التوحيد وإقامة الحجة على العباد، فمن عبدالله ولم يكفر بالطاغوت، فليس بموحد، وما أكثر الجهل بذلك في هذا الزمان.

*****

إن أفضل الغايات وأهم الواجبات على كل أحد أن يصلح نفسه، وأن يكون هذا الصلاح هو شغله الشاغل ابتداءً، فيشهد شهادة التوحيد، وينقي عقيدته؛ مما يمكن أن يعلق بها ويخلص في عبوديته لربه، ويلتزم الفرائض والواجبات، ويداوم على ذكر الله سبحانه، ويقتفي أثر نبيه صلى الله عليه وسلم، ويتقن عمله ويفي بوعده، ويتوكل على ربه، ويقول كلمة الحق : ويقيم العدل على ذات نفسه وغيره، ويعين على الخير، ومن ثم ينطلق إلى بث الهدى في كل موضع حل فيه.


*****

أرشد الله موسى إلى قول لا إله إلا الله؛ إذ هي أفضل الأذكار وأعظمها، وهي الكلمة التي ورثها إمام الحنفاء لأتباعه إلى يوم القيامة، وهي الكلمة التي قامت عليها السموات والأرض، وفطر الله عليها جميع المخلوقات، وهي العاصمة للمال والدم، وهي المنجية من عذاب القبر، وبها انقسم الناس إلى شقي وسعيد، وهي كلمة ثقيلة الوزن، ولكنه يختلف وزنها بحسب من صدرت عنه.


bedo

About bedo

Author Description here.. Nulla sagittis convallis. Curabitur consequat. Quisque metus enim, venenatis fermentum, mollis in, porta et, nibh. Duis vulputate elit in elit. Mauris dictum libero id justo.

Subscribe to this Blog via Email :