لم تكن نظرة المجتمع الغاضبة هي فقط التي تعكر صفو حياته ولكن النظرة الأسرية هي الأخرى سهمًا قاتلًا لا يستطيع الشخص من بعدها الحياة.
يوسف الشاهد، أو "سارة" سابقًا، هو أحد ضحايا المجتمع الذي لفظه خارج نطاق الحياة، حين تحول من كونه أنثى بعد خطأ في التوصيف الطبي، إلى ذكر بعد التصحيح.
لم يكن يوسف يرغب في التحول، ولكن ميوله الجنسية الواضحة التي ليس له أي دخل فيها كانت أقوى من أي مبادئ وعادات.
عاش يوسف حياة صعبة مليئة بالاضطرابات وسط مجتمع عربي لا يفرق بين التغيير والتصحيح الجنسي حتى وإن كان ضحية عيب خلقي، ما ساعد بشكل كبير إلى مغادرته مصر، تاركًا ثقافة مجتمع لا يرى سوى آداب وتقاليد تربى عليها يرفض تغييرها.
فلجأ للطب ثم القانون حتى يصحح هذا العيب فوصفه أهله بالمختل عقليًا بالرغم من أن هذا التحول مقنن بحكم شرعي وقانوني فواجهه المجتمع بالرفض منعًا للفضائح بالإضافة لقلة وعيهم عن تلك القضية.
روى يوسف قصة حياته بأنه قد تم تهديده بالقتل من قبل أهله بسبب رفضهم لفكرة تحوله جنسيًا قائلاً: "إن أخيه الأكبر أصبح يطارده ليتهرب بعدها من الخدمة العسكرية ولا أن يشاركه الميراث".
واستعرض آثار الضربات التي وجهت إليه في يديه بسلاح أبيض "مطواة"، قائلاً: "أهلي أجروا بلطجية" على حد قوله موضحًا أنه اضطر أن يستمر في وجوده بمصر لاستكمال أوراقه.
" أنا مولود بنت وولد" قال ذلك متأثرًا بما حدث له، مضيفًا أنه تم تسجيله بشهادة الميلاد على أنه أنثى، وتم تعديل جميع أوراقه ليصبح اسمه يوسف الشاهد بناءً على تقرير من اللجنة الطبية وحكم المحكمة على حسب قوله.
أنهى كلامه قائلًا: "أهلي بيضغطوا عليَّا عشان أحول ورقي من يوسف لسارة" موضحًا أنهم أحالوه إلى مستشفى للطب النفسي مدعيين أنه فاقد للأهلية وأنه ظهر على كثير من شاشات التليفزيون، مطالبًا: "لابد أن تحترم مصر حقوق الإنسان ويجب حمايتي".